عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمِصْرِيِّ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ الْمُوَطَّأَ كُلَّهُ.
١٣٠٥ - وَحَكَى لِي الْقَاسِمِيُّ هَذَا عَنْ شَيْخِنَا أَبِي طَالِبٍ الزَّيْنَبِيِّ قَالَ قَالَ لِي مَالِكٌ إِمَامُ الْأَثَرِ وَأَبُو حَنِيفَةَ إِمَامُ النَّظَرِ فَإِذَا اتَّفَقَا عَلَى شَيْءٍ لَا نُبَالِي بِمَنْ خَالَفَهُمَا مِنَ الْبَشَرِ.
١٣٠٦ - سَمِعت أَبَا مُحَمَّدٍ مَانَكِيلَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ الزِّزِّيَّ يَقُولُ سَمِعت خَالِي أَبَا الْفَوَارِسِ دَاوُدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعِجْلِيَّ يَقُولُ رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى النَّائِمُ بِكَازَرُونَ كَأَنَّ الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ شَهْرَيَارَ الْكَازَرُونِيَّ يُطْعِمُ كَلْبًا بِيَدِهِ فَانْتَبَهْتُ وَتَعَجَّبْتُ وَغَفَتْ عَيْنِي فَرَأَيْتُ كَذَلِكَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا إِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ مِنْ رُؤَسَاءِ الْمَجُوسِ قَصَدَ زِيَارَةَ الشَّيْخِ فَأَكْرَمَهُ وَأَحْضَرَ الطَّعَامَ وَلَقَّمَهُ بِيَدِهِ لُقَمًا فَقُلْتُ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ.
١٣٠٧ - قَالَ مَانَكِيلُ فَسَأَلْتُ خَالِي هَلْ أَسْلَمَ الرَّجُلُ فَقَالَ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ لَمْ يُسْلِمْ وَلَعَلَّهُ قَدْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِك ببركة يَد الشَّيْخِ.
قَالَ دَاوُدُ وَقَدْ سَمِعت الشَّيْخَ أَبَا إِسْحَاقَ يَقُولُ قَدْ أَسْلَمَ عَلَى يَدَيَّ مِنَ الْمَجُوسِ سَبْعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا.
قَالَ مَانَكِيلُ وَسمعت خَالِي يَقُولُ أَصْلُ هَذِهِ الْغَلَّةِ الَّتِي نَأْكُلُهَا وَنُطْعِمُهَا الْأَصْحَابَ وَالْفُقَرَاءَ مِنْ كَازَرُونَ مِنْ طَعَامِ الشَّيْخِ أَبِي إِسْحَاقَ أَخَذْتُهُ فِي خِرْقَةٍ وَبَعْضُهُ مِنْ فَالَةَ وَلَمْ يُخَالِطْهُ قَطُّ طَعَامٌ فِيهِ شُبْهَةٌ قَالَ مَانَكِيلُ وَنَحْنُ نَسْلُكُ طَرِيقَهُ نَزْرَعُهُ بِأَيْدِينَا وَنَطْحَنُهُ بِأَيْدِينَا وَاللَّهُ الْمَشْكُورُ عَلَى كُلِّ حَالٍ.
١٣٠٨ - وَسَأَلْتُهُ عِنْد الْوَدَاع سنة خَمْسمِائَة عَنْ مَوْلِدِهِ فَقَالَ قَدْ جَاوَزْتُ التِّسْعِينَ وَكَانَ أَهْلُ نَاحِيَتِهِ وَأَصْحَابُهُمْ يَقُولُونَ قَدْ جَاوَزَ الْمِائَةَ وَرَأَيْتُ حَاجِبَهُ قَدِ ابْيَضَّ كُلُّهُ وَكَانَ فِي يَدَيْهِ وَكَلَامِهِ ارْتِعَاشٌ رَحِمَهُ اللَّهُ.
وَلِدَاوُدَ وَأَصْحَابِهِ بِالزِّزِّ عَلَى مَا قَالَهُ لِي خَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ رِبَاطًا وَكُلُّهَا بِحُكْمِ وَلَدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ مَانَكِيلَ وَكَانَتْ لَهُ صَوْلَةٌ وَصِيتٌ فِي تِلْكَ الدِّيَارِ.
قَالَ مَانَكِيلُ وَسمعت خَالِي يَقُولُ رَأَيْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute