رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ فلنتعرض إِلَى طرف من أخباره تبركا بِهِ فَنَقُول هُوَ حبر الْأمة وسلطان الْأَئِمَّة مُحَمَّد أَبُو عبد الله بن إِدْرِيس بن الْعَبَّاس بن عُثْمَان بن شَافِع بن السَّائِب بن عبيد بن عبد يزِيد بن هَاشم بن عبد الْمطلب بن عبد منَاف جد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لِأَنَّهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب بن هَاشم بن عبد منَاف وَهَذَا نسب عَظِيم كَمَا قيل
نسب كَأَن عَلَيْهِ من شمس الضُّحَى
نورا وَمن فلق الصَّباح عمودا ... مَا فِيهِ إِلَّا سيد من سيد
حَاز المكارم والتقى والجودا
وشافع بن السَّائِب هُوَ الَّذِي نسب إِلَيْهِ الشَّافِعِي لَقِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ مترعرع وَأسلم أَبوهُ السَّائِب يَوْم بدر فَإِنَّهُ كَانَ صَاحب راية بني هَاشم فَأسر فِي جملَة من أسر وفدى نَفسه ثمَّ أسلم وَعبد منَاف بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كَعْب بن لؤَي بِالْهَمْز وَتَركه ابْن غَالب بن فهر بن مَالك بن النَّضر بن كنَانَة بن خُزَيْمَة بن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان وَالْإِجْمَاع مُنْعَقد على هَذَا النّسَب إِلَى عدنان وَلَيْسَ فِيمَا بعده إِلَى آدم طَرِيق صَحِيح فِيمَا ينْقل
وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا انْتهى فِي النّسَب إِلَى عدنان أمسك ثمَّ يَقُول كذب النسابون أَي بعده
ولد الشَّافِعِي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ على الْأَصَح بغزة الَّتِي توفّي فِيهَا هَاشم جد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقيل بعسقلان وَقيل بمنى سنة خمسين وَمِائَة ثمَّ حمل إِلَى مَكَّة وَهُوَ ابْن سنتَيْن وَنَشَأ بهَا وَحفظ الْقُرْآن وَهُوَ ابْن سبع سِنِين والموطأ وَهُوَ ابْن عشر وتفقه على مُسلم بن خَالِد مفتي مَكَّة الْمَعْرُوف بالزنجي لشدَّة شقرته من بَاب أَسمَاء الأضداد وَأذن لَهُ فِي الْإِفْتَاء وَهُوَ ابْن خمس عشرَة سنة مَعَ أَنه نَشأ يَتِيما فِي حجر أمه فِي قلَّة من الْعَيْش وضيق خَال وَكَانَ فِي صباه يُجَالس الْعلمَاء وَيكْتب مَا يستفيده فِي الْعِظَام وَنَحْوهَا