(وَالصَّلَاة وَالسَّلَام) أَي الدُّعَاء لله بِالرَّحْمَةِ المقرونة بتعظيم وَالدُّعَاء لله بالتحية بالسلامة من الْآفَات (على سيدنَا مُحَمَّد رَسُول الله) رِسَالَة عَامَّة للإنس وَالْجِنّ على وَجه التَّكْلِيف ولغيرهم على وَجه التشريف وشرعه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَاقٍ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة لَا ينسخه شرع آخر لعدم وجوده بعده وَوَقع نسخ بعض شَرعه بِبَعْضِه وَهُوَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أفضل الْمَخْلُوقَات جَمِيعًا ويليه سيدنَا إِبْرَاهِيم ثمَّ سيدنَا مُوسَى ثمَّ سيدنَا عِيسَى ثمَّ سيدنَا نوح وَهَؤُلَاء أولو الْعَزْم ثمَّ بَقِيَّة الرُّسُل ثمَّ الْأَنْبِيَاء غير الرُّسُل ثمَّ الرؤساء الْأَرْبَعَة من الْمَلَائِكَة وهم جِبْرِيل ثمَّ مكيائيل ثمَّ إسْرَافيل ثمَّ عزرائيل ثمَّ عوام الْبشر وَالْمرَاد بهم غير الْأَنْبِيَاء من الْأَوْلِيَاء كَأبي بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي وأشباههم ثمَّ عوام الْمَلَائِكَة وَالْمرَاد من عدا الرؤساء الْأَرْبَعَة كحملة الْعَرْش وهم الْآن أَرْبَعَة فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة أَيّدهُم الله تَعَالَى بأَرْبعَة أُخْرَى وكالكروبيين بِفَتْح الْكَاف وَتَخْفِيف الرَّاء وهم مَلَائِكَة حافون بالعرش طائفون بِهِ (وعَلى آله) وهم الْمُؤْمِنُونَ وَلَو عصاة واعتقاد أهل السّنة أَن أمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خير الْأُمَم أَجْمَعِينَ (وَصَحبه) اسْم جمع لصَاحب بِمَعْنى الصَّحَابِيّ وَهُوَ من لَقِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد نبوته فِي حَال حَيَاته وَلَو أعمى كَابْن أم مَكْتُوم أَو غير مُمَيّز وَمن ثمَّ عدوا مُحَمَّد بن أبي بكر رَضِي الله عَنْهُمَا صحابيا مَعَ وِلَادَته قبل وَفَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِثَلَاثَة أشهر وَأَيَّام وعد بعض الْمُحدثين من رَآهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قبل النُّبُوَّة وَمَات قبلهَا على دين الحنيفية كزيد بن عَمْرو بن نفَيْل صحابيا (الفائزين بِرِضا الله) تَعَالَى وَخير الصَّحَابَة رؤوسهم الْأَرْبَعَة الَّذين توَلّوا الْخلَافَة بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وهم أَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَعلي رَضِي الله عَنْهُم فأفضليتهم على تَرْتِيب الْخلَافَة فَأَبُو بكر مكث فِي الْخلَافَة سنتَيْن وَثَلَاثَة أشهر وَعشرَة أَيَّام وَعمر مكث فِي الْخلَافَة عشر سِنِين وَسِتَّة أشهر وَثَمَانِية أَيَّام وَعُثْمَان مكث فِي الْخلَافَة إِحْدَى عشرَة سنة وَأحد عشر شهرا وَتِسْعَة أَيَّام وَعلي مكث فِي الْخلَافَة أَربع سِنِين وَتِسْعَة أشهر وَسَبْعَة أَيَّام ثمَّ بعد هَؤُلَاءِ الْأَرْبَعَة بَقِيَّة الْعشْرَة المبشرين بِالْجنَّةِ وهم طَلْحَة وَالزُّبَيْر وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَسعد وَسَعِيد وَأَبُو عُبَيْدَة عَامر بن الْجراح ثمَّ بعدهمْ أهل دَار الخيزران غير من ذكر وَكلهمْ أَرْبَعُونَ رجلا كملوا بعمر بن الْخطاب
وَقد كَانَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه مستخفين فِي دَار الخيزران وَفِي سَاعَة إِسْلَام عمر قَالَ للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَا رَسُول الله لَا يعبد الله بعد الْيَوْم سرا اخْرُج بِنَا إِلَى قُرَيْش إِلَّا نَخَاف وَنحن أَرْبَعُونَ رجلا فَخَرجُوا صفّين يقدم أَحدهمَا عمر وَالْآخر حَمْزَة عَم رَسُول الله صلى الله