فيا عجبا لَك كَيفَ يَسْتَوِي رَاكب أتان وراكب حصان وَكَيف يَسْتَوِي الْقوس الشَّرِيفَة المؤيدة المنصورة الَّتِي شهد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لجنسها بالنصر والتأييد والقوس الَّتِي نِهَايَة أمرهَا أَن تكون فِي مثل الخدم وَالْعَبِيد
سهامي تخرج مُتَتَابِعَات متواصلات متماطرات سهم فِي أثر سهم وإصابة فِي أثر إِصَابَة فترى سهامي كوابل انهل من صوب الْغَمَام وَهِي ترد متتابعة يَتْلُو بَعْضهَا بَعْضًا تَسوق النُّفُوس إِلَى الْحمام
فصاحبي مثل الْأسد فِي بسالته مهيب حَيْثُمَا تَوَجَّهت ركائبه مخوف مُعظم حَيْثُمَا اسْتقْبلت مضاربه لِأَن قوتي مَعَه وشدتي فِي يَده فَحَيْثُ أَرَادَ كيد عدوه تمكن مِنْهُ وَلَا يتقيه بِشَيْء من السِّلَاح لقُوته وشدته وسرعته لِأَنَّهُ لَا يعرف من أَيْن يتقيه وَلَا من أَيْن يَأْتِيهِ
وَأي فَضِيلَة أشرف وَأي مكانة أَعلَى وَأي حُرْمَة أَشد من رجل من الْمُسلمين قد أحكم صناعَة الرمى بِي فَركب جَوَاده سدد سهامه وَأقَام إِلَى الصُّفُوف عيَانًا فأثخنهم بالجراح والحتوف من قَاتله قَتله وَمن اتبعهُ صرعه لَا يُنجي الفار مِنْهُ فراره وَلَا ينفع الشجاع البطل مِنْهُ إقباله وإدباره
وَإِنَّمَا مَال من مَال عني من أَرْبَاب قَوس الرجل لأَنهم وجدوها أقرب تناولا إِلَيْهِم وأسهل مُؤنَة وأخف عَلَيْهِم فعدلوا لذَلِك إِلَيْهَا وعولوا بعجزهم عني عَلَيْهَا وَسَهل ذَلِك عَلَيْهِم أَنهم لم يكن لَهُم دربة على