للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الْخَيل فتدعوهم إِلَى قسي الْيَد دَاعِيَة الِاضْطِرَار وَإِنَّمَا كَانَت حروبهم فِي قرى مُحصنَة أَو من وَرَاء جِدَار

فاسمع الْآن جملَة من عيوبك المتكاثرة ثمَّ اقصد إِلَى المساجلة والمفاخرة

فَمِنْهَا أَن شكلك كواحد الصلبان وثقلك كَنِصْف حجر الطَّحَّان وَبَين السهمين من سهامك بُرْهَة من الزَّمَان لَا تبرز لعدوك فِي الفضاء وَلَا تَلقاهُ بالعراء

وَمِنْهَا أَن المَاء إِذا أَصَابَك بمطر أَو غَيره وابتل بِهِ وَترك لم يُمكن صَاحبك من الرَّمْي بك أَلْبَتَّة بل تصير كالقطعة من الْخَشَبَة الْيَابِسَة

وَأَيْضًا فقوس الرجل قوته فِي أول أمره ثمَّ يضعف عَن الأول الثَّانِي وَالثَّالِث عَن الثَّانِي وَالرَّابِع عَن الثَّالِث وهلم جرى حَتَّى تفنى قوته وصلابته ويتحلل ثُبُوته إِلَى أَن يصير الْوتر عمالا على المجرى فَإِن رمي بِهِ لم يُوصل إِلَى شَيْء وَرُبمَا قتل الرَّامِي بِهِ وَإِن حلّه وفتل الْوتر كَمَا يفعل بَعضهم اعتراه فِي الثَّانِي مَا اعتراه فِي الأول فَلَا تزَال الْقوس فِي ضعف وخور فَإِن فتل الْوتر ثَانِيَة ضعفت جدا وَرُبمَا بطلت قوتها رُبمَا انْكَسَرت فتدعوه الضَّرُورَة إِلَى قَوس غَيرهَا أَو يجلس خاسرا فكم بَين من يَرْمِي نَهَاره كُله بقوس الْيَد لَا يتَغَيَّر لَهَا سهم وَلَا ينْحل لَهَا قُوَّة وَيكون آخر سهم كأول سهم وَبَين من يَرْمِي بقوس إِنَّمَا سلطانها فِي أول سهم ثمَّ هِيَ أَمِير فِي الثَّانِي ثمَّ تفتت فِي الثَّالِث ثمَّ تتردى فِي الرَّابِع ثمَّ هِيَ فِي الْخَامِس بِمَنْزِلَة الرجل الضَّعِيف

وَيَكْفِي من عيوبك أَن الْوتر مِنْك رُبمَا كَانَ على وَجه المجرى

<<  <   >  >>