للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قدميّ، حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمتُ، وإن كانت معصية تأخرت.

هذا حال خَوَاصِّ المحبين الصادقين، فافهموا رَحمكم الله هذا، فإنه: من دقائق أسرار التوحيد الغامضة. والى هذا المقام أشار النبيّ في خطبته لما قدم المدينة حيث قال: "أحبُوا من كل قلوبكم" (١). وقد ذكرها ابن إسحاق (٢) وغيره. فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى، وإلى ذلك أشار القائل (٣) بقوله:


(١) رواه ابن إسحاق بدون سند كما في سيرة ابن هشام (٢/ ١٤٦ - ١٤٧).
(٢) هو أبو بكر محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني أحد الأئمة الأعلام، من أقدم مؤرخي العرب من أهل المدينة له السيرة النبوية رواها عنه ابن هشام وكتاب الخلفاء، وكان قدريًا ومن حفاظ الحديث حجة إذا صرح بالتحديث، سكن بغداد ومات سنة ١٥١ فيها.
(٣) هو أحمد بن حسين المتنبي في قصيدته التي مطلعها:
فدًا لك من يقتصر عن مداكا … فلا ملك إذن إلا فداكا

<<  <   >  >>