للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك، وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى … الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه، أو يكنَّ فيه شيء ما يرضاه.

أردناكُمُ صرْفًا فلما مزجتم … بعدتم بمقدار التفاتِكُم عنّا

وقلنا لكم: لا تُسكنِوا القلبَ غيرَنا … فأسكنتم الاغيار، ما أنتم منا!

لا ينجو غدًا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه، قال الله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم﴾ (١). القلب السليم: هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة.

"إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا (٢). فأما القلوب الطيبة فتصلح


(١) سورة الشعراء، الآيتان: ٨٨، ٨٩.
(٢) هذا طرف من حديث لأبي هريرة رواه مسلم في "صحيحه"، مرفوعًا.

<<  <   >  >>