وَرَائه خيرا وَلَوْلَا أَنِّي أطيل عَلَيْكُم وَأَطْنَبَ فيشغلكم ذَلِك عَن مَنَاسِككُم لسمت أمورا من الْحق أظهرها الله وامورا من الْبَاطِل أماتها الله وَكَانَ الله هُوَ المتوحد لكم فِي ذَلِك لَا تَجِدُونَ غَيره فَإِنَّهُ لَو وكلني إِلَى نَفسِي لَكُنْت كغيري وَالسَّلَام
عمر بن عبد الْعَزِيز والأنصاري
وأتى عمر بن عبد الْعَزِيز رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ يَا امير الْمُؤمنِينَ احفظ فِي بلَاء أبي قَالَ وَمَا كَانَ بلاؤه قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِن ابي كَانَ أعمى من الْأَنْصَار وان امْرَأَة من الْمُشْركين كَانَت تؤذي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ أبي أما لهَذِهِ الْمَرْأَة أحد يكفيها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أقعدوني على طريقها فَإِذا مرت فآذنوني فأقعدوه على طريقها فَلَمَّا مرت آذنوه بهَا فَوَثَبَ عَلَيْهَا فضربها حَتَّى قَتلهَا
فَقَالَ عمر
(تِلْكَ المثالب لَا قعبان من لبن ... شيبا بِمَاء فعادا بعد أبوالا) هَكَذَا أنشدنا أَيُّوب بن سُوَيْد فِيمَا حفظت عَنهُ عَن عبد الله بن شَوْذَب قَالَ مُحَمَّد وأنشدني أبي عبد الله بن عبد الحكم هَذَا الْبَيْت تِلْكَ المكارم
بِشَارَة الْحجَّاج بخلافة عمر
قَالَ أَبُو عبد الله وَبَلغنِي عَن مَالك بن أنس أَنه قَالَ نعس الْحجَّاج وَعِنْده عَنْبَسَة بن سعيد بن الْعَاصِ قَالَ وَقد ذكر الْحجَّاج عمر بن عبد الْعَزِيز فنلت مِنْهُ لأرضيه فَقَالَ لي مَه إِنَّا نقُول إِنَّه سيلي هَذَا الْأَمر ويعدل فِيهِ ونعس فَخرجت وَخرج من عِنْده فانتبه الْحجَّاج فَلم ير أحدا فَقَالَ عجلوا عَليّ بِعَنْبَسَةَ فَقَالَ أَي شَيْء قلت لَك قَالَ لَا شَيْء أصلحك الله فَقَالَ بلَى وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَئِن سمعته من أحد لَأَضرِبَن عُنُقك