وَكَانَ عمر بن عبد الْعَزِيز قد اشْترى مَوضِع قَبره بِعشْرين دِينَارا وَقيل بِعشْرَة دَنَانِير
تمني عمر الرحيل عَن هَذِه الدُّنْيَا ودعاؤه فِي ذَلِك
وَلما كَانَ قبل وَفَاة عمر بن عبد الْعَزِيز توفّي أَخُوهُ سهل وَولده عبد الْملك ومولاه مُزَاحم وَكَانُوا أعوانه على هَذَا الْأَمر فَخرج فَخَطب النَّاس فَأَمرهمْ بِشَيْء مِمَّا يصلحهم فكأنهم تثاقلوا عَنهُ واغتم لذَلِك ثمَّ انْصَرف وَدخل وَذَلِكَ يَوْم الْجُمُعَة وَكَانَ يدْخل عَلَيْهِ بنوه فيستقرئهم الْقُرْآن بعد الْجُمُعَة فَدَخَلُوا عَلَيْهِ كَمَا كَانُوا يدْخلُونَ فاستقرأهم فقرأأ وَلَهُم {طسم تِلْكَ آيَات الْكتاب الْمُبين لَعَلَّك باخع نَفسك أَلا يَكُونُوا مُؤمنين إِن نَشأ ننزل عَلَيْهِم من السَّمَاء آيَة فظلت أَعْنَاقهم لَهَا خاضعين} فَقَالَ لقد عزاني الله على لِسَان ابْني هَذَا وتجلى عَنهُ بعض غمه وَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي قد مللتهم وملوني فأرحني مِنْهُم وأرحهم مني فَمَا عَاد إِلَى الْمِنْبَر ثَانِيَة حَتَّى قَبضه الله عزوجل
استدعاؤه ابْن أبي زَكَرِيَّا ليدعو لَهُ بِالْمَوْتِ
وَبعث عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى عبد الله بن أبي زَكَرِيَّا وَكَانَ من صلحاء أهل الشَّام فَلَمَّا أَتَاهُ قَالَ لَهُ عمر يَا ابْن أبي زَكَرِيَّا هَل تَدْرِي لم بعثت إِلَيْك قَالَ لَا قَالَ لأمر لست ذاكره لَك حَتَّى تحلف لي قَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تَسْأَلنِي شَيْئا إِلَّا فعلته قَالَ لَهُ فاحلف لي فَلَمَّا حلف لَهُ قَالَ ادْع الله أَن يميتني قَالَ بئس الْوَافِد أَنا للْمُسلمين وَأَنا إِذا عَدو لأمة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هاه قد حَلَفت لي فَقَالَ الْحَمد لله ودعا لَهُ ثمَّ قَالَ اللَّهُمَّ لَا تبقني بعده وَأَقْبل صبي صَغِير لعمر فَقَالَ وَهَذَا فَإِنِّي أحبه فَدَعَا لَهُ قَالَ فَمَاتَ عمر وَمَات ابْن أبي زَكَرِيَّا وَمَات الصَّبِي