وَكتب عمر بن عبد الْعَزِيز إِلَى الْقرظِيّ أما بعد فقد بَلغنِي كتابك تعظني وتذكر مَا هُوَ لي حَظّ وَعَلَيْك حق وَقد أصبت بذلك أفضل الْأجر إِن الموعظة كالصدقة بل هِيَ أعظم أجرا وَأبقى نفعا وَأحسن ذخْرا وَأوجب على المرءالمؤمن حَقًا لكلمة يعظ بهَا الرجل الْمُؤمن أَخَاهُ لِيَزْدَادَ بهَا فِي هدى رَغْبَة خير من مَال يتَصَدَّق بِهِ عَلَيْهِ وَإِن كَانَ بِهِ إِلَيْهِ حَاجَة وَلما يدْرك أَخُوك بموعظتك من الْهدى خير مِمَّا ينَال بصدقتك من الدُّنْيَا وَلِأَن ينجو رجل بموعظتك من هلكة خير من أَن ينجو بصدقتك من فقر فعظ من تعظه لقَضَاء حق عَلَيْك وَاسْتعْمل كَذَلِك نَفسك حِين تعظ وَكن كالطيب المجرب الْعَالم الَّذِي قد علم أَنه إِذا وضع الدَّوَاء حَيْثُ لَا يَنْبَغِي أعنته وأعنت نَفسه وَإِذا أمْسكهُ من حَيْثُ يَنْبَغِي جهل وأثم وَإِذا أَرَادَ أَن يداوي مَجْنُونا لم يداوه وَهُوَ مُرْسل حَتَّى يستوثق مِنْهُ ويوثق لَهُ خشيَة أَن لَا يبلغ مِنْهُ من الْخَيْر مَا يَتَّقِي مِنْهُ من الشَّرّ وَكَانَ طبه