الْحق فِي قدر ذَنبه بَالغا مَا بلغ وَإِن لم يبلغ ذَلِك إِلَّا قدر جلدَة وَاحِدَة تجلده إِيَّاهَا وَإِن كَانَ ذَنبه فَوق ذَلِك وَرَأَيْت عَلَيْهِ من الْعقُوبَة فِي ذَلِك قتلا فَمَا دونه فارجعه إِلَى السجْن وَلَا يسرعن بك إِلَى عُقُوبَته حُضُور من يحضرك فَإِنَّهُ لعمري رُبمَا عاقب الإِمَام لمحضر جُلَسَائِهِ ولتأديب أهل بَلَده ولتغامزهم بِهِ وَمَا من إِمَام لَهُ جلساء إِلَّا سَيكون ذَلِك فيهم وَمَا من قوم يسمعُونَ بِقَضَاء إِمَام إِلَّا سيختلفون فِيهِ على أهوائهم إِلَّا من رحم الله فَإِن من رحم الله لَا يَخْتَلِفُونَ فِي قَضَاء فَإِنَّهُ قَالَ {وَلَا يزالون مُخْتَلفين إِلَّا من رحم رَبك وَلذَلِك خلقهمْ} وَإِن استجهلت فَتثبت وَإِذا نظر إِلَيْك من حولك مَا أَنْت فَاعل بِسَيْفِهِ من رعيتك إِن سفه وَأَخْطَأ حَظه فاعمد فِي ذَلِك للَّذي ترى أَنه أبر وَأتقى وَخير لَك غَدا فِيمَا بعد الْمَوْت وَلَا يطربك نظرهم إِلَيْك وَلَا حَدِيثهمْ عَنْك فَإِنَّهُ لَا يبْقى فِي أنفسهم حَدِيث أحبوه وَلَا كرهوه إِلَّا قَلِيلا إِلَّا أبدوه فاغتنم كل يَوْم أخرجك الله فِيهِ سالما وكل لَيْلَة مَضَت عَلَيْك وَأَنت فِيهَا كَذَلِك وَأكْثر دُعَاء الله بالعافية لنَفسك وَلمن ولاك الله أمره فَإِن لَك فِي صَلَاحهمْ مَا لَيْسَ لأحد مِنْهُم وَإِن عَلَيْك فِي فَسَاد الرجل الْوَاحِد فَمَا فَوق ذَلِك مَا لَيْسَ على أحد مِنْهُم وَلَا تبتغ مِنْهُم جَزَاء خير أحسنته إِلَيْهِم وَلَا تسديد سددتهم وَلَا تطلب بِعَمَل صَالح عملته فيهم جَزَاء وَلَا ثَوابًا وَلَا مِدْحَة وَلَا حظوة وَليكن ذَلِك لمن لَا يُعْطي الْخَيْر وَلَا يصرف السوء غَيره ثمَّ تعاهد صَاحب بابك وَصَاحب حرسك وعاملك الْمُقِيم عنْدك وَالَّذين تبْعَث فَلَا يعْملُونَ فِي شَيْء مِمَّا تَحت يَديك بغشم وَلَا بظُلْم وَأكْثر الْمَسْأَلَة عَنْهُم فَمن كَانَ مِنْهُم محسنا نَفعه ذَلِك وَمن كَانَ مِنْهُم مسيئا استبدلت بِهِ من هُوَ خير مِنْهُ نسْأَل الله رَبنَا برحمته وَقدرته على خلقه أَن يغْفر لنا ذنوبنا وَأَن ييسر لنا أمورنا وَأَن يشْرَح لنا صدورنا بِالْبرِّ وَالتَّقوى وَالْعَمَل فِيمَا يحب ويرضى وَأَن يعصمنا من المكاره كلهَا وَأَن يجعلنا من الَّذين لَا يُرِيدُونَ علوا فِي الأَرْض وَلَا فَسَاد وَمن الْمُتَّقِينَ الَّذين لَهُم الْعَاقِبَة وَالسَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute