وَقيل: سمي بالحمار لِأَن الْعَرَب تسمى كل مائَة سنة حمارا؛ فَلَمَّا قَارب ملك بني أُميَّة مائَة سنة لقبوا مَرْوَان هَذَا بالحمار، وَأخذُوا ذَلِك من قَوْله تَعَالَى فِي موت حمَار الْعَزِيز:{وَانْظُر إِلَى حِمَارك} الْآيَة.
[و] كَانَ مولد مَرْوَان هَذَا بالجزيرة وَأَبوهُ متوليها من قبل ابْن عَمه عبد الْملك بن مَرْوَان فِي سنة إثنتين وَسبعين [وَمِائَة] .
وَقد ولي مَرْوَان الْمَذْكُور ولايات جليلة قبل أَن يَلِي الْخلَافَة، وافتتح فتوحات كَثِيرَة.
وَكَانَ مَشْهُورا بالشجاعة والفروسية؛ فَلم ينْتج أمره مَعَ بني الْعَبَّاس، وَانْهَزَمَ من عبد الله بن عَليّ أقبح هزيمَة بعد خطوب وحروب تداولت بَينهم أشهرا، بل سِنِين لما ظهر أَبُو مُسلم الْخُرَاسَانِي بدعوة بني الْعَبَّاس.
وَقَالَ مَنْصُور بن أبي مُزَاحم: سَمِعت الْوَزير أَبَا عبد الله يَقُول: سَأَلَني الْمَنْصُور: مَا كَانَ أشياخك الشاميون يَقُولُونَ؟ .
قَالَ: فعدد الْمَنْصُور من مَنَاقِب الْخَلِيفَة مَا لم أسمع أحدا ذكر مثله، وَقَالَ: وَالله لَو عرفت من حق الْخلَافَة فِي دهر بني أُميَّة مَا أعرف الْيَوْم؛ لأتيت الرجل مِنْهُم حَتَّى أُبَايِعهُ.