للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(المستعصم بِاللَّه)

أَبُو أَحْمد، عبد الله بن الْمُسْتَنْصر مُحَمَّد بن الظَّاهِر بِأَمْر الله مُحَمَّد. أَمِير الْمُؤمنِينَ العباسي، الْهَاشِمِي، الْبَغْدَادِيّ، آخر خلفاء بني الْعَبَّاس بِبَغْدَاد.

بُويِعَ بالخلافة بعد موت أَبِيه فِي جُمَادَى الْآخِرَة سنة أَرْبَعِينَ وسِتمِائَة.

وَأمه أم ولد حبشية.

وَقتل فِي الْمحرم سنة سِتّ وَخمسين وسِتمِائَة.

وَسبب قَتله: أَنه لما ولي الْخلَافَة لم يستوثق أمره؛ لِأَنَّهُ كَانَ قَلِيل الْمعرفَة بتدبير الْملك، نَازل الهمة، مهملا للأمور المهمة، محبا لجمع الْأَمْوَال، أهمل أَمر هولاكو، وانقاد إِلَى وزيره [ابْن] العلقمي حَتَّى كَانَ فِي ذَلِك هَلَاكه وهلاك الرّعية؛ فَإِن وزيره ابْن العلقمي الرافضي كتب إِلَى هولاكو ملك التتار فِي الدس: إِنَّك تحضر إِلَى بَغْدَاد وَأَنا أسلمها [لَك]- وَكَانَ قد دَاخل [قلب] اللعين الْكفْر؛ فَكتب إِلَيْهِ هولاكو: إِن عَسَاكِر بَغْدَاد [كَثِيرَة فَإِن كنت صَادِقا فِيمَا قلته وداخلا فِي طاعتنا فرق عَسَاكِر بَغْدَاد] وَنحن نحضر.

فَلَمَّا وصل كِتَابه إِلَى الْوَزير ابْن العلقمي دخل إِلَى المستعصم وَقَالَ: إِن جندك كَثِيرُونَ، وَعَلَيْك كلف كَثِيرَة، والعدو قد رَجَعَ من بِلَاد الْعَجم، وَالصَّوَاب أَنَّك تُعْطى دستورا لخمسة عشر ألف من عسكرك وتوفر معلومهم، وَعلي إِن عَاد هولاكو الْقيام بِدَفْعِهِ؛ فَأَجَابَهُ المستعصم [إِلَى ذَلِك] ؛ فَخرج الْوَزير من وقته ومحا اسْم من ذكر من الدِّيوَان، ثمَّ نفاهم من بَغْدَاد، ومنعهم من الْإِقَامَة بهَا.

<<  <  ج: ص:  >  >>