للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(المقتدر بِاللَّه جَعْفَر)

أُعِيد إِلَى الْخلَافَة ثَالِث مرّة - حَسْبَمَا تقدم ذكره -.

وَلما أُعِيد إِلَى الْخلَافَة كتب بذلك إِلَى سَائِر الْبِلَاد، وَتمّ أمره، ثمَّ بذل الْأَمْوَال فِي الْجند حَتَّى أنفذ الخزائن وَبَاعَ ضيَاعًا وَغَيرهَا حَتَّى تمم عطاءهم.

ثمَّ فِي السّنة الْمَذْكُورَة - أَعنِي سنة سبع عشرَة وثلثمائة - سير المقتدر ركب الْحَاج مَعَ مَنْصُور الديلمي؛ فوصلوا إِلَى مَكَّة سَالِمين، فوافاهم فِي يَوْم التَّرويَة عَدو الله أَبُو طَاهِر القرمطي؛ فَقتل الحجيج فِي الْمَسْجِد الْحَرَام قتلا ذريعا فِي أَزِقَّة مَكَّة، وَفِي دَاخل الْبَيْت.

وَقتل ابْن محَارب أَمِير مَكَّة، وعرى الْبَيْت، وَقلع بَابه، واقتلع الْحجر الْأسود وَأَخذه، وَطرح الْقَتْلَى فِي بِئْر زَمْزَم. ثمَّ رَجَعَ إِلَى بِلَاد هجر وَمَعَهُ الْحجر الْأسود.

وَكَانَ القرمطي دخل مَكَّة بأناس قَلَائِل - نَحْو السبعمائة نفس - فَلم يطق أحد رده؛ خذلانا من الله.

وَصَارَ القرمطي يَقُول بِمَكَّة عِنْد قَتله أَهلهَا:

(أَنا بِاللَّه وَبِاللَّهِ أَنا ... يخلق الْخلق وأفنيهم أَنا {} )

<<  <  ج: ص:  >  >>