للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمَّ رفعوا السماط وسحبوهم بأرجلهم؛ فألقوهم فِي الطَّرِيق فأكلتهم الْكلاب؛ فَقَالَ للسفاح بعض أخصائه: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، هَذَا هُوَ جهد الْبلَاء. قَالَ: لَا جهد الْبلَاء غنى قوم افْتقر وعزيز قوم ذل، وَإِنَّمَا هَؤُلَاءِ مَاتُوا كراما.

وَقَالَ الصولي: حَدثنَا الْقَاسِم بن إِسْمَاعِيل، حَدثنَا أَحْمد بن سعيد بن سَالم الْبَاهِلِيّ عَن أَبِيه قَالَ: حَدثنِي من حضر مجْلِس السفاح - وَهُوَ أحشد مَا يكون ببني هَاشم والشيعة ووجوه النَّاس - فَدخل عبد الله بن حسن بن حسن بن عَليّ وَمَعَهُ مصحف؛ فَقَالَ: يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ، أعطنا حَقنا الَّذِي جعله الله لنا فِي هَذَا الْمُصحف؛ فأشفق النَّاس من أَن يعجل السفاح [إِلَيْهِ] بشئ، فَلَا يُرِيدُونَ ذَلِك فِي شيخ بني هَاشم، أَو يَعْنِي بجوابه؛ فَيكون ذَلِك نقصا وعارا عَلَيْهِ؛ فَأقبل غير منزعج فَقَالَ: إِن جدك عليا كَانَ خيرا مني وَأَعْدل، ولي هَذَا الْأَمر فَأعْطى جديك الْحسن وَالْحُسَيْن - وَكَانَا خيرا مِنْك - شَيْئا، وَكَانَ الْوَاجِب أَن أُعْطِيك مثله؛ فَإِن كنت فعلت؛ فقد أنصفتك، وَإِن كنت زدتك، فَمَا هَذَا جزائي مِنْك.

قَالَ: فَمَا رد عَلَيْهِ جَوَابا وَانْصَرف. وَعجب النَّاس من جَوَابه لَهُ.

قَالَ الْهَيْثَم بن عدي وَهِشَام بن الْكَلْبِيّ، وَجَمَاعَة: عَاشَ السفاح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ [سنة] ، وَمَات سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ وَمِائَة. وَزَاد غَيرهمَا؛ فَقَالَ: بالجدري فِي ذِي الْحجَّة.

وَقَالَ خَليفَة: توفّي سنة خمس وَثَلَاثِينَ وَهُوَ إِبْنِ ثَمَان وَعشْرين سنة.

<<  <  ج: ص:  >  >>