للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَعَن أبي مُعَاوِيَة قَالَ: أكلت مَعَ الرشيد يَوْمًا، ثمَّ صب على يَدي رجل لَا أعرفهُ، ثمَّ قَالَ الرشيد: تَدْرِي من يصب عَلَيْك؟ قلت: لَا قَالَ: أَنا؛ إجلالا للْعلم.

وَقيل: إِن ابْن السماك الْوَاعِظ دخل على الرشيد مرّة؛ فَبَالغ الرشيد فِي اكرامه واحترامه؛ فَقَالَ لَهُ ابْن السماك: تواضعك فِي شرفك أشرف من شرفك.

وَكَانَ الرشيد يَأْتِي بِنَفسِهِ إِلَى الفضيل بن عِيَاض وَيسمع وعظه؛ فَقَالَ لَهُ يَوْمًا: يَا حسن الْوَجْه؛ أَنْت الْمَسْئُول عَن هَذِه الْأمة؛ فَبكى الرشيد بكاء عَظِيما.

وَقَالَ مَنْصُور بن عمار: مَا رَأَيْت أغزر دمعا عِنْد الذّكر من ثَلَاثَة: الفضيل ابْن عِيَاض، والرشيد هَارُون، وَآخر.

وَقَالَ عبد الرَّزَّاق بن همام: كنت مَعَ الفضيل بِمَكَّة فَمر الرشيد، فَقَالَ الفضيل: إِن النَّاس يكْرهُونَ هَذَا، وَمَا فِي الأَرْض أعز عَليّ مِنْهُ، لَو مَاتَ لرأيت أمورا عظاما.

وَقَالَ الجاحظ: اجْتمع للرشيد مَا لم يجْتَمع لغيره: وزراؤه البرامكة، وقاضيه أَبُو يُوسُف، وشاعره مَرْوَان بن أبي حَفْصَة، ونديمه الْعَبَّاس بن مُحَمَّد - عَم أَبِيه - وحاجبه الْفضل بن الرّبيع - أتيه النَّاس وأعظمهم - ومغنيه إِبْرَاهِيم الْموصِلِي، وَزَوجته زبيدة. إنتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>