للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَكَانَ المتَوَكل فِيهِ كل الْخِصَال الْحَسَنَة، إِلَّا أَنه كَانَ ناصبيا يكره عليا - رَضِي الله عَنهُ - وَكَانَ لكراهيته [لعَلي]- رَضِي الله عَنهُ - سَببا ذَكرْنَاهُ فِي تاريخنا ((النُّجُوم الزاهرة فِي مُلُوك مصر والقاهرة)) .

وَكَانَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ قَاضِي الْبَصْرَة يَقُول: الْخُلَفَاء ثَلَاثَة: أَبُو بكر الصّديق يَوْم الرِّدَّة، وَعمر بن عبد الْعَزِيز فِي رد مظالم بني أُميَّة، والمتوكل فِي محو الْبدع - يَعْنِي القَوْل بِخلق الْقُرْآن -.

وَقَالَ يزِيد بن مُحَمَّد المهلبي: قَالَ لي المتَوَكل: يَا مهلبي، الْخُلَفَاء كَانَت تتصعب على النَّاس ليطيعوهم، وَأَنا أَلين لَهُم ليحبوني ويطيعوني.

وَكَانَ المتَوَكل كَرِيمًا، جوادا، حَتَّى قيل: إِنَّه مَا أعْطى خَليفَة [شَاعِرًا] مَا أعْطى المتَوَكل.

وَفِيه يَقُول مَرْوَان بن أبي الْجنُوب:

(فَأمْسك ندى كفيك عني وَلَا تزد ... فقد خفت أَن أطغى وَأَن أتجبرا)

فَقَالَ: لَا أمسك حَتَّى يغرقك جودي.

وَيُقَال: إِن المتَوَكل سلم عَلَيْهِ بالخلافة ثَمَانِيَة، كل وَاحِد مِنْهُم أَبوهُ خَليفَة: مَنْصُور بن الْمهْدي - عَم أَبِيه - وَالْعَبَّاس بن الْهَادِي - بن عَم أَبِيه - وَأَبُو أَحْمد بن الرشيد -[عَمه]- وَعبد الله بن الْأمين - ابْن عَمه - ومُوسَى بن الْمَأْمُون - ابْن عَمه أَيْضا - وَأحمد بن المعتصم - أَخُوهُ - وَمُحَمّد بن الواثق - ابْن أَخِيه - وَابْنه الْمُنْتَصر مُحَمَّد بن المتَوَكل هَذَا. وَهَذَا شَيْء لم يَقع لخليفة قبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>