ثمَّ أحضروا من بَغْدَاد [إِلَى سامرا]- وَهِي يَوْمئِذٍ دَار الْخلَافَة - مُحَمَّد ابْن الواثق - وَكَانَ المعتز قد أبعده إِلَى بَغْدَاد - فَسلم إِلَيْهِ المعتز الْخلَافَة، وَبَايَعَهُ ولقبوه: الْمُهْتَدي. ثمَّ أخذُوا المعتز بعد خمس لَيَال من خلعه وأدخلوه الْحمام؛ فَلَمَّا تغسل [عَطش] وَطلب مَاء؛ فمنعوه حَتَّى كَاد يهْلك [وَهُوَ يطْلب المَاء، ثمَّ أخرج وَهُوَ ميت] عطشا؛ فسقوه مَاء بثلج فشربه وَسقط مَيتا.
وَكَانَت موتته فِي شعْبَان سنة خمس وَخمسين وَمِائَتَيْنِ، وَله أَربع وَعِشْرُونَ سنة. وَقيل: ثَلَاث وَعِشْرُونَ سنة.
وَكَانَت خِلَافَته أَربع سِنِين وَسِتَّة أشهر وَأَرْبَعَة [عشر يَوْمًا] .
قلت: وَبعد قَتله أمسك صَالح بن وصيف وَغَيره أمه قبيحة وصادروها؛ فوجدوا عِنْدهَا ألف ألف دِينَار [عينا] ، وَنصف إِرْدَب زمرد، وَنصف أردب لُؤْلُؤ، وويبة ياقوت أَحْمَر، وَأَشْيَاء كَثِيرَة غير ذَلِك؛ فَحمل [جَمِيع] ذَلِك لإبن وصيف؛ فَقَالَ ابْن وصيف: قَاتل الله قبيحة؛ عرضت ابْنهَا للْقَتْل وَعِنْدهَا هَذِه الْأَمْوَال الْعَظِيمَة. {}
ثمَّ أخرجت قبيحة [الْمَذْكُورَة] إِلَى مَكَّة على أقبح وَجه؛ فأقامت بهَا [إِلَى أَن] مَاتَت.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute