وَكَانَ أَخُوهُ الْمُوفق محببا للرعية والجند وَعِنْده سياسة وَمَعْرِفَة بالأمور وَالتَّدْبِير.
وَكَانَ الْمُوفق يلقب بالناصر لدين الله، وَلَو أَرَادَ الْوُثُوب على الْأَمر لحصل لَهُ ذَلِك؛ لِأَنَّهُ كَانَ هُوَ صَاحب الْجَيْش والعساكر، وَإِنَّمَا لِأَخِيهِ الْمُعْتَمد [هَذَا] اسْم الْخلَافَة لَا غير.
وَلم يزل الْمُوفق على مَا هُوَ عَلَيْهِ من الْأَمر وَالنَّهْي، إِلَى أَن مرض وَمَات فِي سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ فِي حَيَاة أَخِيه الْمُعْتَمد هَذَا.
وَكَانَ الْمُوفق قد حبس فِي حَيَاته وَلَده المعتضد أَحْمد؛ فَلَمَّا احْتضرَ الْمُوفق أخرجه من الْحَبْس وَجعله عوضه فِي ولَايَة الْعَهْد؛ فَكَانَ المعتضد على عَمه الْمُعْتَمد هَذَا أَشد من [أَبِيه] الْمُوفق؛ فَلم تطل أَيَّام الْمُعْتَمد بعد موت أَخِيه الْمُوفق، وَمَات فَجْأَة وَهُوَ سَكرَان [فِي تَاسِع عشر] شهر رَجَب سنة تسع وَسبعين وَمِائَتَيْنِ.
وَكَانَت خِلَافَته ثَلَاثًا وَعشْرين سنة، لَيْسَ لَهُ فِيهَا إِلَّا مُجَرّد الأسم [فَقَط] ، وَالْأَمر كُله لِأَخِيهِ الْمُوفق [طَلْحَة] ، ثمَّ من بعده لإبنه المعتضد أَحْمد.
[والمعتضد هُوَ] الَّذِي تخلف بعد عَمه الْمُعْتَمد هَذَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute