وزينت دَار الْخلَافَة بالستور والبسط؛ فَكَانَت جملَة الستور الْمُعَلقَة ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ ألف ستر، مِنْهَا ديباج مَذْهَب إثني عشر ألف [ستر] وَخَمْسمِائة. وَجُمْلَة الْبسط إثنين وَعشْرين ألف بِسَاط.
وَكَانَ بدار الْخلَافَة يَوْم ذَاك مائَة سبع مَعَ مائَة سِبَاع.
وَكَانَ فِي جملَة الزِّينَة شَجَرَة من ذهب وَفِضة، تشْتَمل على ثَمَانِيَة عشر غصنا، وأوراقها أَيْضا من ذهب وَفِضة، وَأَغْصَانهَا تتمايل بحركات مَوْضُوعَة، وعَلى الأغصان طيور من ذهب وَفِضة، تنفخ فِيهَا الرّيح؛ فيصفر كل طير بلغَة، وَأَشْيَاء غير ذَلِك.
قلت: هَذَا بعد أَن ضعف أَمر الْخلَافَة؛ فَمَا بالك بأيام الرشيد وَمن قبله إِلَى من بعده إِلَى أَيَّام المعتضد.
وَفِي أَيَّام المقتدر هَذَا قتل الحلاج:((الْحُسَيْن بن مَنْصُور)) على الزندقة فِي سنة تسع وثلثمائة. وَكَانَ الحلاج [رجلا] صوفيا وَفِيه زهد وَله كرامات.
وَاسْتمرّ المقتدر فِي الْخلَافَة إِلَى سنة سبع عشرَة وثلثمائة، ثمَّ خلع ثَانِيًا بأَخيه القاهر، [ثمَّ أُعِيد] ثَالِثا إِلَى الْخلَافَة بعد ثَلَاثَة أَيَّام.