وَأما الحروب الَّتِي كَانَت فِي أَيَّامه فكثيرة، [وَكَانَ] بَينه وَبَين توزون التركي [خطوب وحروب] يطول شرحها.
وَآخر الْحَال أَنه لما كَانَ رَابِع الْمحرم سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وثلثمائة توجه المتقي من الرقة إِلَى جِهَة بَغْدَاد، وَكَانَ خرج مِنْهَا فِي حَرْب كَانَ بَينه وَبَين توزون وَغَيره؛ فَنزل المتقي بهيت وَبعث القَاضِي أَبَا الْحسن الْخرقِيّ إِلَى توزون وَابْن شيرزاد؛ فَأَعَادَ الْأَيْمَان عَلَيْهِمَا.
وَخرج توزون وتقدمه [ابْن شيرزاد] ، فَالْتَقَيَا بالمتقي بَين الأنبار وهيت.
وَقَالَ المَسْعُودِيّ: لما التقى توزون بالمتقي ترجل وَقبل الأَرْض؛ فَأمره المتقي بالركوب؛ فَلم يفعل، وَمَشى بَين يَدَيْهِ إِلَى المخيم الَّذِي ضربه.
فَلَمَّا نزل المتقي قبض عَلَيْهِ توزون وعَلى ابْن مقلة وَمن مَعَه، ثمَّ كحل توزون المتقي؛ فصاح المتقي وَصَاح النِّسَاء؛ فَأمر توزون بِضَرْب الدبادب حول المخيم سَاعَة، ثمَّ أَدخل المتقي بَغْدَاد مسمول الْعَينَيْنِ، وَقد أَخذ مِنْهُ الْخَاتم والبردة والقضيب.
وَبلغ القاهر - الَّذِي كَانَ خلع من الْخلَافَة وسمل - فَقَالَ: صرنا إثنين ونحتاج إِلَى ثَالِث - يعرض بالمستكفي الَّذِي نَصبه توزون بالْأَمْس فِي الْخلَافَة؛
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute