وَسَببه: أَنه خرج فِي عساكره؛ [لقِتَال مَسْعُود بن مُحَمَّد شاه بن ملكشاه السلجوقي؛ فَخَالف عَلَيْهِ عسكره] ؛ فانكسر وَانْهَزَمَ؛ فَأرْسل سنجر شاه - عَم مَسْعُود الْمَذْكُور - يلوم مَسْعُود فِي قتال الْخَلِيفَة المسترشد؛ فَرجع مَسْعُود عَن قِتَاله، وَضرب لَهُ السرادق، وَطَلَبه وأنزله بِهِ.
فَلَمَّا نزل المسترشد بالسرادق وصل رَسُول سنجر شاه السلجوقي إِلَى الْخَلِيفَة وَمَعَهُ سَبْعَة عشر نَفرا من الباطنية فِي زِيّ الغلمان؛ فَدَخَلُوا على الْخَلِيفَة المسترشد وضربوه بالسكاكين حَتَّى قَتَلُوهُ، وَقَطعُوا أَنفه وَأُذُنَيْهِ، وَقتلُوا من كَانَ عِنْده. وعادت العساكر فأحدقت بالسرادق، وَخرج الباطنية والسكاكين فِي أَيْديهم فِيهَا الدَّم؛ فمالت العساكر عَلَيْهِم فَقَتَلُوهُمْ، ثمَّ أحرقوهم.
وغطي الْخَلِيفَة بسندسية خضراء، لفوه فِيهَا.
وَدفن على حَاله بِبَاب مراغة. وعمره خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ سنة، وخلافته سبع عشرَة سنة وَثَمَانِية أشهر وأياما، واستخلف بعده ابْنه [الراشد] ، وَكَانَ بِبَغْدَاد.