وَفِي أَيَّام النَّاصِر لدين الله [هَذَا] ظَهرت الفتوة بَغْدَاد، وَرمي البندق، وَلعب الْحمام، وتفنن النَّاس فِي ذَلِك، وَدخل فِيهِ الأجلاء ثمَّ الْمُلُوك؛ فألبسوا الْملك الْعَادِل صَاحب [مصر] ثمَّ أَوْلَاده سَرَاوِيل الفتوة، ولبسه أَيْضا الْملك شهَاب الدّين صَاحب غزنة والهند من الْخَلِيفَة النَّاصِر لدين [الله] هَذَا.
ولبسه جمَاعَة أخر من الْمُلُوك. وَأما لعب الْحمام، فَخرج فِيهِ [عَن] الْحَد.
يحْكى عَنهُ أَنه: لما دخلت التتار الْبِلَاد، وملكوا من وَرَاء النَّهر إِلَى الْعرَاق، وَقتلُوا تِلْكَ المقتلة الْعَظِيمَة من الْمُسلمين، الَّذِي مَا نكب الْمُسلمُونَ بأعظم مِنْهَا، دخل عَلَيْهِ الْوَزير فَقَالَ لَهُ: يَا مَوْلَانَا أَمِير الْمُؤمنِينَ {إِن التتر قد ملكت الْبِلَاد وَقتلت الْمُسلمين. فَقَالَ لَهُ النَّاصِر [لدين الله] : دَعْنِي، أَنا فِي شَيْء أهم من ذَلِك؛ طيرتي البلقاء لي ثَلَاثَة أَيَّام مَا رَأَيْتهَا} !
قلت: وَفِي هَذِه الْحِكَايَة كِفَايَة - إِن صحت عَنهُ -.
وَكَانَت وَفَاته فِي [سلخ] شهر رَمَضَان سنة إثنتين وَعشْرين وسِتمِائَة.
وَكَانَت خِلَافَته سبعا وَأَرْبَعين سنة.
وتخلف بعده ابْنه [الظَّاهِر] .
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute