وَحضر السُّلْطَان وتأدب مَعَ الْمُسْتَنْصر، وَجلسَ بِغَيْر مرتبَة وَلَا كرْسِي. وَأمر بإحضار العربان الَّذين حَضَرُوا مَعَ الْمُسْتَنْصر من الْعرَاق؛ فَحَضَرُوا. وَحضر طواشي من البغاددة؛ فسألوا عَنهُ [هَل] هَذَا هُوَ الإِمَام أَحْمد ابْن الْخَلِيفَة الظَّاهِر بِأَمْر الله بن النَّاصِر لدين الله؟ ؛ فَقَالَ: نعم.
وَشهد جمَاعَة بالإستفاضة وهم: جمال الدّين يحيى نَائِب الحكم بِمصْر، وَعلم الدّين بن رَشِيق، وَصدر الدّين موهوب الْجَزرِي، ونجيب [الدّين] الْحَرَّانِي، وسديد الدّين التزمنتي نَائِب الحكم بِالْقَاهِرَةِ عِنْد قَاضِي الْقُضَاة تَاج الدّين ابْن بنت الْأَعَز، فسجل على نَفسه بالثبوت.
فَلَمَّا ثَبت قَامَ قَاضِي الْقُضَاة قَائِما وَأشْهد على نَفسه بِثُبُوت النِّسْبَة الشَّرِيفَة وَبَايَعَهُ؛ فتمت بيعَة الْمُسْتَنْصر بالخلافة.
وَكتب [السُّلْطَان] إِلَى الْمُلُوك والنواب بِأَن يخطبوا باسمه وَاسم السُّلْطَان [الْملك] الظَّاهِر بيبرس.
ثمَّ إِن الْخَلِيفَة الْمُسْتَنْصر أَخْلَع على [الْملك] الظَّاهِر بيبرس بخلعة، فلبسها السُّلْطَان وَنزل من القلعة فِي موكبه وشق الْقَاهِرَة، وَهِي: فرجية سَوْدَاء بتركيبة زركش وعمامة سَوْدَاء، وطوق ذهب، وَقيد ذهب، وَسيف بداوى.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute