وَتمّ أمره وَركب بشعائر السلطنة، وحملت الغاشية بَين يَدَيْهِ، وَتمّ أمره فِي الْملك. ثمَّ إِن المماليك الصالحية - الْأُمَرَاء البحرية - اتَّفقُوا بعد ذَلِك وَقَالُوا: لابد لنا من وَاحِد من بني أَيُّوب نسلطنه، نَجْتَمِع الْجَمِيع على طَاعَته.
وَكَانَ الْقَائِم بِهَذَا الْأَمر الْأَمِير فَارس الدّين أقطاي الجمدار، وبيبرس البندقداري وبلبان الرَّشِيدِيّ، وسنقر الرُّومِي وَجَمَاعَة أخر؛ فأقاموا مظفر الدّين مُوسَى ابْن [الْملك] النَّاصِر يُوسُف ابْن الْملك المسعود ابْن [الْملك] الْكَامِل ابْن [الْملك] الْعَادِل بن أَيُّوب، ولقبوه بِالْملكِ الْأَشْرَف، وَكَانَ عِنْد عماته؛ فأحضروه وعمره يَوْم ذَاك عشر سِنِين.
وَلم يعْزل الْمعز عَن السلطنة، بل صَار مَعَه كالأتابك، وخطب لَهما مَعًا على المنابر.
وَكَانَت هَذِه الْحَرَكَة بعد سلطنة الْمعز [أَي بك هَذَا] بِخَمْسَة أَيَّام. وَلم يسع الْمعز أَي بك حِينَئِذٍ إِلَّا الإذعان لما فَعَلُوهُ خجدا شيته؛ لعظم شوكتهم.
وَاسْتمرّ [الْملك] الْمعز فِي السلطنة شَرِيكا لهَذَا الصَّبِي، إِلَى أَن مهد أُمُوره وقويت شوكته وصفى لَهُ الْوَقْت عزل الصَّبِي، واستقل [هُوَ] بالسلطنة بعد أُمُور حصلت ووقائع، إِلَى أَن قتلته زَوجته شجر الدّرّ - الْمُقدم ذكرهَا - فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث عشْرين شهر ربيع الأول سنة خمس وَخمسين وسِتمِائَة.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute