للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَلما تفاقم أمره هرب قبجق وبكتمر وألبكى وبزلار إِلَى ملك التتار، وأطمعوه فِي الْبِلَاد.

ونفرت [مِنْهُ الْقُلُوب، وَمن] الْملك الْمَنْصُور؛ لَا لسوء سيرته، بل لِبُغْض أورثه مَمْلُوكه منكوتمر فِي قُلُوبهم.

وَأَرَادَ النَّاس عود الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون إِلَى الْملك.

ركب الْمَنْصُور لاجين الموكب [السلطاني] وَهُوَ صَائِم، وَتوجه إِلَى الْقصر بقلعة الْجَبَل، وَقد اتّفق عَلَيْهِ جمَاعَة من المماليك الأشرفية، ودخلوا عَلَيْهِ بعد عشَاء الْآخِرَة وَهُوَ جَالس يلْعَب [ب] الشطرنج، فَأول من دخل عَلَيْهِ الْأَمِير كرجى مقدم البرجية - وَكَانَ نوغاى السِّلَاح دَار فِي نوبَته عِنْد السُّلْطَان، وَهُوَ من جملَة المتفقين - والمنصور مكب على لعب الشطرنج، وَمَا عِنْده إِلَّا القَاضِي حسام الدّين الْحَنَفِيّ والأمير عبد الله وبريد البدوي، وأمامه محب الدّين بن الْعَسَّال.

فأوهم كرجى أَنه يُرِيد إصْلَاح الشمعة؛ فأرمى الفوطة على النمجاة؛ ثمَّ قَالَ للسُّلْطَان: يَا خوند، مَا تصلي الْعشَاء؟ ! فَقَالَ: نعم، وَقَامَ ليُصَلِّي؛ فَضَربهُ كرجي بِالسَّيْفِ على كتفه، [فَطلب السُّلْطَان النمجاة؛ فَلم يجدهَا؛ فَقَامَ من هول الضَّرْبَة أمسك كرجى ورماه تَحْتَهُ] ؛ فخطف [نوغاى] النمجاة وضربه على رجله؛ فقطعها، فصاح القَاضِي؛ وانقلب السُّلْطَان على ظَهره مَيتا، ثمَّ تَرَكُوهُ وَالْقَاضِي عِنْده، وَأَغْلقُوا عَلَيْهِمَا الْبَاب.

<<  <  ج: ص:  >  >>