للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فَلَمَّا رَآهُ نزل [عَن فرسه] [وترجل] ، وَرمى عَلَيْهِ قباءه، وَقَالَ: أعوذ بِاللَّه! هَذَا سُلْطَان ابْن سُلْطَان مَا أَقتلهُ، خذوه إِلَى القلعة؛ فَأَخَذُوهُ، وأدخلوه إِلَى تربة هُنَاكَ، وَقضى الله أمره فِيهِ، وَذَلِكَ فِي [يَوْم] ثَانِي عشر شهر رَمَضَان سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَسَبْعمائة؛ فَكَانَت مُدَّة ملكه سنة وَاحِدَة وَثَلَاثَة أشهر وإثني عشر يَوْمًا.

وَكَانَ [الْملك] المظفر شجاعا مقداما، ذَا قُوَّة مفرطة [وإقدام] ، وكرم، غير أَنه كَانَ عِنْده تهور ورعونة.

وَكَانَ أكبر الْأَسْبَاب فِي عَزله لعبه بالحمام.

وَفِي هَذَا الْمَعْنى يَقُول الصّلاح الصَّفَدِي:

(أَيهَا الْعَاقِل اللبيب تفكر ... فِي المليك المظفر الضرغام)

(كم تَمَادى فِي الْبَغي والغي حَتَّى ... كَانَ لعب الْحمام جد الْحمام)

وَله [أَيْضا] :

(حَان الردى للمظفر ... وَفِي التُّرَاب تعفر)

(كم قد أباد أَمِيرا ... على الْمَعَالِي توقر)

(وَقَاتل النَّفس ظلما ... ذنُوبه مَا تكفر)

<<  <  ج: ص:  >  >>