وَكَانَت سلطنته بقلعة دمشق، ثمَّ سَار مِنْهَا بعد أَيَّام يُرِيد الْقَاهِرَة؛ فَمَرض فِي أثْنَاء الطَّرِيق، وَصَارَ يتعلل، إِلَى أَن وصل إِلَى الديار المصرية ودخلها [رَاكِبًا] ، وَحضر عدَّة مواكب، ثمَّ لزم الْفراش، إِلَى أَن مَاتَ فِي يَوْم الْأَحَد رَابِع ذِي الْحجَّة [من] سنة أَربع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة، وَله نَحْو خمسين سنة.
وَدفن من يَوْمه بالقرافة بجوار اللَّيْث بن سعد - رَحْمَة الله عَلَيْهِ -؛ فَكَانَت مُدَّة ملكه بِالشَّام ومصر أَرْبَعَة وَتِسْعين يَوْمًا لاغير، حمل فِيهَا نَفسه مَا حسابه على الله [تَعَالَى] ، ومهد [لغيره] .
وعهد لوَلَده الْملك الصَّالح مُحَمَّد بِالْملكِ من بعده، وَجعل الأتابك جَانِبك الصُّوفِي مُدبر ملكه - حَسْبَمَا يَأْتِي ذكره إِن شَاءَ الله تَعَالَى -.