قَالَ أَبُو عبد الله الذَّهَبِيّ: قَالَ الْحسن بن عَليّ - رَضِي الله عَنْهُمَا -: خرجت البارحة وأمير الْمُؤمنِينَ يُصَلِّي؛ فَقَالَ: يَا بني {إِنِّي بت البارحة أُوقِظ أَهلِي؛ لِأَنَّهَا لَيْلَة الْجُمُعَة صَبِيحَة بدر لسبع عشرَة من رَمَضَان؛ فملكتني عَيْنَايَ، فسنح لي رَسُول -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- فَقلت: يَا رَسُول الله} أبدلني بهم من هُوَ خير مِنْهُم، وأبدلهم [بِي] من هُوَ شَرّ مني.
فجَاء ابْن التياح فآذنه بِالصَّلَاةِ؛ فَخرج وَخرجت خَلفه؛ فاعتوره رجلَانِ: أما أَحدهمَا - وَهُوَ شبيب بن بجرة الْأَشْجَعِيّ - فَضَربهُ، فَوَقَعت الضَّرْبَة فِي السدة. وَأما الآخر فأثبتها فِي رَأسه - وَهُوَ عبد الرَّحْمَن بن ملجم -.
وَكَانَ عبد الرَّحْمَن قد سم سَيْفه، فَمَكثَ عَليّ جريحا يَوْم الْجُمُعَة والسبت وَتُوفِّي لَيْلَة الْأَحَد لإحدى عشر لَيْلَة بقيت من شهر رَمَضَان سنة أَرْبَعِينَ [من الْهِجْرَة] .