ثمَّ خرج الْحُسَيْن بن عَليّ - رَضِي الله عَنْهُمَا - من الْمَدِينَة طَالبا الْكُوفَة وَهُوَ غير مبايع ليزِيد بن مُعَاوِيَة؛ فَبعث إِلَيْهِ عبيد لله بن زِيَاد، متولى الْكُوفَة من جِهَة يزِيد بِإِذن يزِيد جَيْشًا، مَعَ عمر [بن سعد] ؛ فأدركوا الْحُسَيْن على كربلاء؛ فأرادوا مسكه؛ فمانع عَن نَفسه؛ فقاتلوه حَتَّى قتل من أَصْحَابه جمَاعَة كَثِيرَة.
وَوَقعت أُمُور آلت إِلَى قتل الْحُسَيْن وَقطع رَأسه بعد أَن رَمَاه بَعضهم بِسَهْم. ثمَّ بعد قطع رَأسه وطئوا جثته بِالْخَيْلِ.
وأحضروا رَأسه ورءوس الْجَمَاعَة الَّذين قتلوا مَعَه إِلَى عبيد الله بن زِيَاد.
وَقَالَ عَليّ بن زيد بن جدعَان عَن أنس قَالَ: لما قتل الْحُسَيْن جئ بِرَأْسِهِ إِلَى عبيد الله بن زِيَاد؛ فَجعل ينْكث قضيب على ثناياه وَقَالَ: كَانَ لحسن الثغر! . فَقلت: لقد رَأَيْت رَسُول الله -[صلى الله عَلَيْهِ وَسلم]- يقبل مَوضِع قضيبك. انْتهى.
ثمَّ أرسلهم عبيد الله إِلَى يزِيد بن مُعَاوِيَة.
وَكَانَ الَّذِي تولى قتل الْحُسَيْن - رَضِي الله عَنهُ - شمر بن ذِي الجوشن - لَعنه الله -. وَقيل: طعنه سِنَان بن أنس النَّخعِيّ.