قَالَ الْأَصْمَعِي: أسمع رجل مرّة هِشَام بن عبد الْملك كلَاما؛ فَقَالَ - يَعْنِي هِشَام -: يَا هَذَا {لَيْسَ لَك أَن تسمع خليفتك} وَلم يزده على ذَلِك.
قَالَ: وَغَضب مرّة على رجل؛ فَقَالَ: وَالله لقد هَمَمْت أَن أضربك سَوْطًا.
وَقَالَ ابْن سعد: حَدثنَا مُحَمَّد بن عمر، حَدثنَا سحيل بن مُحَمَّد قَالَ: مَا رَأَيْت أحدا من الْخُلَفَاء أكره إِلَيْهِ الدِّمَاء وَلَا أَشد عَلَيْهِ من هِشَام، وَلَقَد دَاخله من مقتل زيد بن عَليّ وَيحيى بن زيد العلويين أَمر شَدِيد، وَقَالَ: وددت أَنِّي كنت أفتديهما. قلت: كَانَا خرجا [عَلَيْهِ فقتلا] . وصلب زيد بواقعة جرت لَهُ طَوِيلَة.
وَلما ظَهرت دَعْوَة العباسيين عمد عبد الله بن عَليّ بن عَبَّاس فنبش هشاما من قَبره وصلبه؛ فعد ذَلِك من غلطات عبد الله بن عَليّ. إنتهى.
وَقَالَ [ابْن] عَائِشَة: قَالَ هِشَام بن عبد الْملك: مَا بَقِي عَليّ شَيْء من لذات الدُّنْيَا إِلَّا وَقد نلته، إِلَّا شَيْئا وَاحِدًا: أَخ أرفع مُؤنَة التحفظ [فِيمَا] بيني وَبَينه.