كيف أصبحت؟ فيقول: خير عافاك الله. يريد: بخير، ويحذف حرف الجر وحكى سيبويه: اللهِ لأقومَنَّ مقصورة الألف يريد واللهِ لأقومَنَ، ويحذف حرف الجر وأنشدوا:
رسمِ دار وقفت في طلله ... كدت اقضي الغداة من جَلَلِه
يريد: رب رسم دار. فإذا جاز هذا إلى غيره مما حذف حرف الجر منه جاز أيضا حذف حرف الجر في قوله:" لاهِ ابن عمك "، وروينا عن قطرب أن فيها لغات:" لاهِ ابن عمك " و " لهىُ ابن عمك " و " لهِ أبوك " بهاء مكسورة، و " لهُ أبوك " بهاء " مضمومة " وقد حكى سيبويه أيضا قولهم " لَهِيَ أبوك " وقد شرح هذا في موضع غير هذا. وفيها:
حتى إذا انقطعت مني قرينتُهُ ... أخرجتُ من ناجزٍ عندي وموجودِ
القرينة: النفس، سميت بذلك لمقارنتها الجسم وفيها لغات: القرينَة والقرونةُ والقرون والقَرْنَة، وقوله:" أخرجت من ناجزٍ عندي " ينبغي أن يكون على حذف المفعول وإقامة صفته مقامه، كأنه قال:" أخرجت دمعاً من ناجز "، ويجيء على قول أبي الحسن أن تكون " من " زائدة كأنه قال: أخرجت ناجزاً عندي وموجوداً، كقوله في قول الله سبحانه:(ويُنَزِّلُ من السماءِ من جبالٍ فيها من بَرَدٍ). أي جبالا فيها برد، وحكى عنهم:" قد كان من مطر " أي: قد كان مطر، " وقد كان من حديث فخلِّ عني " أي: قد كان حديث، وأما سيبويه فلا يرى زيادة " من " في الواجب.