سجيس الدهر ما سجعت هتوف ... على فرع من البلد التهامى
القول عندي في " سجيس الدهر " مم هو قد قال ابن الأعرابي فيما رويناه عنه: سجس الماء إذا تغير، ومعنى: سجيس الدهر، بقية الدهر، وبقية الشيء إذا طال انفرادها فسدت، قال " من الوافر ":
تغيرت البلاد ومن عليها ... فوجه الأرض مغبر قبيح
وقال:
أرى الدهر كنزا كل ليلة
والفساد والنقصان كله ينقاد إلى موضع واحد، وشواهد هذا في النثر والنظم أكثر من أن أحصيها، فهذا يكشف معن " سجيس الدهر " فأعرفه.
وفيها:
تَسَدَّت بي جواز البيد وحدي ... إلى جمل دُجى ليلٍ التمام
بلا هادٍ هداها ما تَسَدّى ... إليها بين أثلة والقدام
" ما " هنا استفهام، وأراد: تتسدى فحذف التاء الثانية كقولك: أنت تذكَّرُ أي: تتذكر، فحذفت التاء الثانية لدخول تاء المضارعة عليها.