أرحتهم منه وأطفأت سُنّة ... فإن باعدونا فالقلوبُ بِعادُ
فأرميه من جوف الخبا فاختللته ... وليلي من دون الصباح سوادُ
وقالت فتاة منهم في هذا النسر " من المتقارب ":
فيرميه خالي على رقبة ... بسهم فانفذ منه الدسيعا
وعليه بيت الكتاب " من الكامل ":
ولق أمر على اللئيم يسبني ... فمضيت ثُمََّ قلت: لا يعنيني
أي: ولق مررت. قال أبو علي قال أبو بكر: كان حق الفعال كلها أن تكون مثالا واحدا إذ كان معنى الفعل على اختلاف أمثلة واحدا إلا انه فرق بين أمثلتها لاختلاف أومنتها. قال فان انضم غلى لفظ المثال قريبة من لفظ أو حال جاز وقوع كل واحد منها موقع صاحبه وذلك نحو قولهم في الشرط:" أن قمتَ قمتُ " وأنت تريد: أن تقم اقم، فوضعت الماضي موضع المستقبل لما صحبه من حرف الشرط إذ معلوم أن الشرط لا يصح إلا مع الاستقبال وكذلك الدعاء نحو:" غفر الله لك " لما كان الدعاء في لفظ الأمر، والأمر والنهي لا يصحان إلا مع الاستئناف. وكذلك " لم أقم " لما كان نفي قمتُ، وقمت ماضٍ جاء فيه لفظ المضارع، فهذا شرح هذا فاعرفه. فأما قول الله تعالى: (واتَّبَعُوا ما تتلو