قال أراد المتعلق بالباطل، هذا أيضا مما قدمت لك من نقلهم الشيء وقد كان محتملا موضعين يخص به أحدهما كبكر وبابه، وفي هذا عندي طرف من شبهه بنقل [٣٣٠] الأجناس الشائعة إلى الأعلام الضيقة.
وقال مليح أيضا من قصيدة [من الطويل]:
نأى من حراه من يحب قربت ... صروف النوى منه الذي لا تحاول
لام (الحرى) وهو الذرى والعراء عندي ياء لقولهم: حرى – يحرى، إذا نقص وحية حارية إذا نقص جسمها وانضم بعضهم اجزائها إلى بعض ومنه تحريت الحق أي: نوت منه وقربت إليه وضايقته فلم اتباعد منه وذكلك انت حرى بالامر وحر أي صقب منه وغير بعيد عنه.
وفيها:
ولم ترج في الود المكتم بيننا ... أأكثر فيه الناس أم قال قائل
قال:(لم ترج) لم تخف، إنما جاز تعليق (رجوت) هذه بما فيها من الخلاج والشك فشابهت (ظنت) فجاز تعليقها [٣٣١] كما تعلق الظن ونحوه وإنما يجوز التعليق بحيث يجوز الالغاء ولولا ما في الخوف والرجاء من معنى الخلاج والإبهام المضارع للظن لما جاز تعليقها كما جاز عرفت لقربها من (علمت) في قولك: (قد عرفت أبو من أنت وأيا من أنت مكني به).
وفيها:
ودوني هيام المعاصم فاللوى ... ومن دون باب اليون بحر وساحل
إن كان (هيام) من الياء احتمل ثلاثة أوجه، أحدهما: أن يكون (فعالا)