كأن علوب النسع في دأياتها .... [موارد من خلقاء في ظهر قردد]
ولا يجوز أن يكون خفف في الجمع دون اعتقاده التخفيف في الواحدة وخفف الواحدة ثم جمع. فإن كان خفف الجمع وحده فكان قياسه أن يجعل الهمزة بن بين فيقول: دايات، وهذا تكسير موضعه من البيت، وإن كان خفف الواحدة فكان تقديره الداية بالف ساكنة كقولك في رأس: رأس، وفي رأل: رال، فقد كان ينبغي أن يحرك في الجمع الحركة الضعيفة في همزة بين بين وذلك أن الواحد لم يبدل ابدالا على حد اخطيت وقريت وتوضيت، فتجرى داية ودايات مجرى غاية وغايات ودارة ودارات وإنما هو تخفيف قياسي [٣٣٤]، وفيه الهمزة مقدرة معتدة، ولكن سكون الهمزة اضعفها فلم ينبر فيها بشيء من الهمز، فأما إذا صرت إلى الجمع فإنك تعتقد وجوب الحركة فجب حينئذ أن تجعلها للحركة همزة بين بين فتقول: داياتها، فلما حظر الوزن ذلك عليه اسكنها وهمز، وهو مع ذلك معتقد التخفيف في الواحد فيها فوجب اخراجها إلى اللفظ كما وجب مع التخفيف في الواحد، وإذا خففت في نحو هذا الحركة القوية في مثل قوله [الطويل]:
[أبت ذكر عودن أحشاء قلبه ... خفوقا] ورفضات الهوي في المفاصل
كان تخفيف الحركة الضعيفة في الهمزة المخففة أجدر بالجواز وإن كان ابدالها البتة على رأي أبي الحسن في قوله [من الطويل]: