للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويؤكد الياء في الكلمة إمالة الأسى. هذا هو باب الاعتبار وأن كان سيبويه قد حكى الأمالة في العشا والمكا والكيا، فإن ذلك شاذ، والعمل على غيره.

وقال رجل من هذيل: من أبيات " من الرجز ":

فَظِلْتُ في شَرَ من اللذ كيدا ... كاللَذ تزبى زبية فاصطيدا

قد عَدَّ الناس " اللذ " لغة في " الذي "، ويمكن عندي أن يكون ذلك صنعة لا لغة، وذلك إنه يجوز أن يكون حذف الياء تخفيفا لطول الاسم بصلته فصار " اللذ " كما روينا عن قطرب " من الرجز ":

اللذِ لو شاء لكانت برا ... أو جبلاً أشَمَّ مشمخرا

فلما صار إلى " اللذ " اسكن الذال استثقالا لكسره واتباعا لإقامة الوزن. " قال بعض هذيل من الرجز:

هل لك فيما قلت لي وقلت لك ... إِن معي ذا حاجة وينفعك

وتجعلين اللذْ معي في اللَذْ معك

أراد " اللذِ " بالكسر، أما لغة أو صنعة فمنعها لإقامة الوزن. وكقول الآخر، أَشده أبو زيد " من الرجز ":

<<  <   >  >>