خبره أي: ويلُ أمه واجب أو حال عليه، ثم حذف همزة " أمّ " لكثرة الاستعمال، فبقي " ويلُ مَه " كما ترى. وأما " وَيْ لمّه " فأراد ويلٌ لأمه، ثم حذف لام " ويل " والتنوين لكثرة الاستعمال، وهمزة " أُم " لذلك، فبقى " وَيْ لمه ". ويدل على أن المراد في جميع ذلك " ويلٌ لامه " قول الشاعر " من الوافر ":
لأمِ ويلٌ ما أجنَتْ ... غداةّ أضَرَّ بالحسنِ السبيلُ
وحكى الأصمعي:" رجلٌ ويلُمَه "، وحكى غيره:" رجلٌ ويْلُمِّه "، فويلمه على أنه اشتق من ذلك صفة كما ترى، و " يلمه " حكاية ما يقال في مثله أَي: هو داخيةٌ يقال فيه هذا القول. قال " من البسيط ".
ويْلُمِها في هواء الحق طالبةً ... ولا كهذا الذي في الأرض مطلوب
وأما وزن قوله " ويلمه "، فإن حكيت أصله فوزنه " فَعْ لُ عْله " وإن وزنت على ما صار إليه بعد التركيب فمثالها " فَيْعُلِّة "، فإن قلت فإن هذا مثال غير موجود، قيل: إنما ينكر هذا لو كان المثال أصلاً برأسه، فأما وإنما هو فرع أدى إليه التركيب شيئا بعد شيء فلا ينكر ذلك، ألا ترى إلى قولهم في زجر الفرس " هِجِدّم: للواحد والاثنين والجميع سواء. فمثال " هجدم ": إفِعّل، وهذا مثال غير موجود في الأصول