مَا اتّفق لَهما الْحَج: الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ، وقاضي الْقُضَاة أَبُو عبد الله الدَّامغَانِي؛ الشَّيْخ أَبُو إِسْحَاق الشِّيرَازِيّ مَا كَانَت لَهُ استطاعة الزَّاد وَالرَّاحِلَة، وَلَكِن لَو أَرَادَ الْحَج لحملوه على الأحداق إِلَى مَكَّة، والدامغاني لَو اراد أَن يحجّ على السندس والإستبرق أمكنه؛ وَمَعَ ذَلِك مَا حجا.
قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين: الماهاني الحاكي، والدامغاني؛ حنفيان.
وَذكر أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ أَنه سمع بعض أهل الْعلم يَحْكِي أَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق - رَحمَه الله - كَانَ يَشْتَرِي طَعَاما كثيرا، وَيدخل بعض الْمَسَاجِد، ويأكله مَعَ بعض أَصْحَابه، وَمَا يفضل مِنْهُم يَقُول لأَصْحَابه: لَا تمسوه، واتركوه لمن يدْخل ويرغب فِيهِ.
وَعَن بعض أهل الْعلم أَن الشَّيْخ أخرج يَوْمًا قرصتين، وَقَالَ لبَعض أَصْحَابه: وَكلتك أَن تشتري كَذَا وَكَذَا بِهَذِهِ القرصة على وَجه هَذِه القرصة الْأُخْرَى، فَفعل الرجل، وَشك فِي أَنه بِأَيّ القرصتين اشْترى، فَلم يَأْكُل الشَّيْخ مِنْهُ، وَقَالَ: لَا أَدْرِي اشْتريت بِالَّتِي وَكلتك فِيهَا أَو بِالْأُخْرَى؟ !
وَعَن بَعضهم أَن الشَّيْخ أَبَا إِسْحَاق دخل بعض الْمَسَاجِد ليَأْكُل طَعَاما على عَادَته، فنسي ثمَّ دِينَارا صَحِيحا كَانَ فِي يَده، وَخرج، فَذكره فِي الطَّرِيق، فَرجع إِلَى الْمَسْجِد فَوجدَ الدِّينَار فِيهِ، ففكر وَقَالَ: رُبمَا وَقع هَذَا الدِّينَار من غَيْرِي، وَمَا أعرف أَنه لي، فَترك الدِّينَار وَخرج وَمَا مَسّه.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute