مُوسَى الْقرشِي، أخبرنَا مُحَمَّد بن يحيى، حَدثنَا أَحْمد بن يزِيد المهلبي، حَدثنَا حَمَّاد بن إِسْحَاق الْموصِلِي، عَن أَبِيه قَالَ: سَأَلَ الرشيد عَن بَيت الرَّاعِي:
(قتلوا ابْن عَفَّان الْخَلِيفَة محرما ... ودعا فَلم أر مثله مخذولا)
فَقَالَ: مَا معنى محرما؟ فَقَالَ الْكسَائي: أحرم بِالْحَجِّ. فَقَالَ الْأَصْمَعِي: وَالله مَا كَانَ أحرم بِالْحَجِّ، وَلَا أَرَادَ الشَّاعِر أَيْضا أَنه فِي شهر حرَام، فَيُقَال: أحرم إِذا دخل فِيهِ، كَمَا يُقَال: أشهر إِذا دخل فِي الشَّهْر، وأعام إِذا دخل فِي الْعَام، فَقَالَ الْكسَائي: مَا هُوَ غير هَذَا، وَإِلَّا فَمَا أَرَادَ؟ فَقَالَ الْأَصْمَعِي: مَا أَرَادَ عدي بن زيد بقوله:
(قتلوا كسْرَى بلَيْل محرما ... فَتَوَلّى لم يمتع بكفن)
أَي: إِحْرَام لكسرى، فَقَالَ الرشيد: فَمَا الْمَعْنى؟ قَالَ: كل مَا لم يَأْتِ شَيْئا يُوجب عَلَيْهِ عُقُوبَة فَهُوَ محرم، لَا يحل شَيْء مِنْهُ. فَقَالَ الرشيد: مَا تطاق فِي الشّعْر يَا أصمعي، ثمَّ قَالَ: لَا تعرضوا للأصمعي فِي الشّعْر.
قَالَ الشَّيْخ: رَأَيْت من تصنيف الثابتي كتابا فِي " الْفَرَائِض "، سهل الْعبارَة، موسوما بِكِتَاب: " الْمُهَذّب والمقرب "، وَفِيه مَعَ حِسَاب الْفَرَائِض شَيْء من الْحساب الْعَام.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute