قدم مرو رَسُولا من جِهَة السُّلْطَان مَحْمُود، وَرجع من خُرَاسَان إِلَى الْعرَاق، وَكَانَت سوقه قد فترت، وَلم تزل حَاله صاعدة ونازلة حَتَّى أدْركهُ قَضَاء الله عز وَجل بهمذان بعد الْعشْرين وَخمْس مئة، رَحمَه الله.
قَالَ أَبُو سعد: سمع بنيسابور بِقِرَاءَة وَالِدي، وَمَا أَظن أَنه روى شَيْئا من الحَدِيث، سمع أَبَا بكر الشيروي وَغَيره.
قَالَ أَبُو سعد: سَمِعت أَبَا بكر مُحَمَّد بن عَليّ الْخَطِيب يَقُول: سَمِعت فَقِيها من أهل قزوين - وَكَانَ يخْدم الإِمَام أسعد فِي آخر عمره بهمذان - قَالَ: كُنَّا مَعَه فِي بَيت حِين قرب مَوته فَقَالَ لنا: اخْرُجُوا من هَا هُنَا، فخرجنا، فوقفت على الْبَاب وتسمعت، فَسَمعته يلطم وَجهه وَيَقُول: واحسرتا على مَا فرطت فِي جنب الله، وَجعل يبكي ويلطم وَجهه ويردد هَذِه الْكَلِمَة إِلَى أَن مَاتَ رَحمَه الله. هَذَا كَلَامه أَو مَعْنَاهُ.