التَّعَلُّم وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة، فَبَارك الله تَعَالَى فِي تعلمه حَتَّى فاق الْعلمَاء فِي فقهه.
قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين مُصَنف هَذَا الْكتاب رَحمَه الله: وَرُبمَا زيد فِي مِقْدَار سنه عِنْد ابْتِدَائه.
قَالَ: وكأثر لَهُ ذكره أَبُو طَاهِر مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الْعجلِيّ الْمروزِي، فَقَالَ فِي كتاب لَهُ فِي " المراوزة ": كَانَ حاذقا فِي صناعته، فهداه الله سُبْحَانَهُ إِلَى التفقه، فَترك الصَّنْعَة، وَأَقْبل على الْفِقْه وَهُوَ ابْن ثَلَاثِينَ سنة، وَصَارَ أفقه أهل زَمَانه، وَأكْثر فُقَهَاء زَمَاننَا من أَصْحَابه وَأَصْحَاب أَصْحَابه، وَهَذَا الَّذِي قَالَه فِي الخراسانيين من مفاخر مرو، بل من مفاخر خُرَاسَان.
وروى الشَّيْخ بِإِسْنَاد لَهُ عَن الشَّيْخ أبي مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ رَحمَه الله أَنه قَالَ: كَانَ الْقفال رَحمَه الله صنع قفلا مَعَ جَمِيع آلاته من وزن أَربع حبات من حَدِيد.
قَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد: أخرج الْقفال يَده فَإِذا على ظهر كَفه آثَار المجل، فَقَالَ: هَذَا من آثَار عَمَلي فِي ابْتِدَاء شَبَابِي.