وَقَالَ الْخَطِيب: أَنْشدني القَاضِي أَبُو الْقَاسِم التنوخي قَالَ: أَنْشدني أَبُو مُحَمَّد البافي لنَفسِهِ:
(ثَلَاثَة مَا اجْتَمعْنَ فِي رجل ... إِلَّا وأسلمنه إِلَى الْأَجَل)
(ذل اغتراب وَقلة وَهوى ... وَكلهَا سائق على عجل)
(يَا عاذل العاشقين إِنَّك لَو ... أنصفت رفهتهم عَن العذل)
(فَإِنَّهُم لَو عرفت صورتهم ... عَن شغل العاذلين فِي شغل)
حَدثنِي القَاضِي أَبُو الطّيب الطَّبَرِيّ قَالَ: كتب أَبُو مُحَمَّد البافي إِلَى صديق لَهُ يستنجزه موعدا:
(توسع مَطْلِي وَالزَّمَان يضيق ... وَأَنت بِتَقْدِيم الْجَمِيل حقيق)
(فإمَّا نعم يحيي الْفُؤَاد نَجَاحهَا ... وَإِمَّا إِيَاس بالغريب رَفِيق)
(فَإِن مرجي الْبر فِي الْأسر مؤثق ... وَإِن طليق الْيَأْس مِنْك طليق)
وَفِي " يتيمة الدَّهْر " للثعالبي ذكر للبافي.
مَاتَ البافي رَحمَه الله فِيمَا ذكره العتيقي وَغَيره فِي الْمحرم سنة ثَمَان وَتِسْعين وَثَلَاث مئة، وَصلى عَلَيْهِ الشَّيْخ أَبُو حَامِد الإِسْفِرَايِينِيّ رَحْمَة الله عَلَيْهِمَا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute