فَلم أعد إِلَيْهِ. قَالَ أَبُو ذَر: وَسمعت ابْن شاهين يَقُول: كُنَّا ندخل على ابْن دُرَيْد، ونستحيي مِنْهُ مِمَّا نرى من العيدان الْمُعَلقَة، وَالشرَاب الْمُصَفّى مَوْضُوعا، وَقد كَانَ جَاوز التسعين سنة.
قَالَ أَبُو ذَر: وَسمعت إِسْمَاعِيل بن سُوَيْد يَقُول: جَاءَ إِلَى ابْن دُرَيْد سَائل، فَلم يكن عِنْده غير دن نَبِيذ، فوهبة لَهُ، فجَاء غُلَامه، فَقَالَ: النَّاس يتصدقون بالنبيذ {} فَقَالَ: أيش أعمل؟ لم يكن عِنْدِي غَيره، فَمَا تمّ الْيَوْم حَتَّى أهدي لَهُ عشرَة دنان، فَقَالَ لغلامه: تصدقنا بِوَاحِد، فأخذنا عشرَة.
قلت: وَقد ذكره الْأَزْهَرِي - فِيمَا رَأَيْته فِي صدر كِتَابه الْجَلِيل الموسوم [ب: " تَهْذِيب اللُّغَة " - فِي عداد من لَا يعْتد بِهِ فِي رِوَايَة اللُّغَة، فَقَالَ: مَاتَ - عَفا الله عَنهُ - فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَعشْرين وَثَلَاث مئة، وَدفن بمقبرة الخيزران من بَغْدَاد.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute