حَدثنِي أَبُو الْقَاسِم عبد الْغَنِيّ بن أبي طَالب، حَدثنِي حَدِيث الصياد - وَكَانَ من سَاكِني الحربية - قَالَ: أَصبَحت يَوْمًا من الْأَيَّام وَمَا أملك حَبَّة وَاحِدَة وَفِي دَاري عائلة، فَخرجت من منزلي، فَقلت فِي نَفسِي: أشتهي أَن أجد السَّاعَة فِي وسط الحربية دِينَارا أَعُود بِهِ على عيالي، ومشيت، فوافيت الْقزْوِينِي يخرج من منزله، فصاح بِي، فَجئْت إِلَيْهِ، فَقَالَ لي: يَا حَدِيد، أما علمت أَن اللّقطَة إِذا لم تعرف فَهِيَ حرَام؟ وَأخرج لي دِينَارا فَوَضعه فِي كفي، وَقل: خُذْهُ حَلَالا، أَو كَمَا قَالَ.
حَدثنِي أَحْمد بن عَليّ بن المنتاب الْمُقْرِئ، حَدثنِي رجل ذهب عَليّ اسْمه قَالَ: دخلت مَسْجِد الْقزْوِينِي وَقد حمل إِلَيْهِ تفاح ومشمش كثير جدا وَهُوَ يفرق بَين يَدَيْهِ على ضعفاء الحربية، فكأنني استكثرته، وَقلت فِي نَفسِي: قد بَقِي فِي النَّاس لله بعد شَيْء {فَرفع الْقزْوِينِي رَأسه إِلَيّ فِي الْحَال، وَقَالَ: سُبْحَانَ الله، يستكثر لله شَيْء؟ لَو رَأَيْتُمْ مَا ينْفق فِي معاصي الله تَعَالَى}
حَدثنِي أَبُو عبد الله الْحُسَيْن بن الْحسن السمسار قَالَ: أصابني ريح المفاصل سنة من السنين حَتَّى زمنت لأَجلهَا، فركبت حمارا، ومضيت إِلَى أبي الْحسن الْقزْوِينِي، فوافيت مَسْجده وَهُوَ فِي منزلَة، فأنزلت من الْحمار، وَجَلَست فِي الْمَسْجِد، فَلَمَّا خرج جهدت نَفسِي فِي الْوُثُوب لَهُ، فَقَالَ: كَمَا