قَالَ: وَجعل إِلَيْهِ ولَايَة الْقَضَاء ببلدان كَثِيرَة، وَسكن بَغْدَاد فِي درب الزَّعْفَرَانِي، وَحدث بهَا عَن الْحسن بن عَليّ الْجبلي صَاحب أبي خَليفَة، وَعَن مُحَمَّد بن عدي الْمنْقري، وَمُحَمّد بن الْمُعَلَّى الْأَزْدِيّ، وجعفر بن مُحَمَّد الْبَغْدَادِيّ. كتبت عَنهُ، وَكَانَ ثِقَة. هَذَا كَلَام الْخَطِيب.
وَقَالَ ابْن خيرون: كَانَ رجلا جَلِيلًا، عَظِيم الْقدر، مُتَقَدما عِنْد السُّلْطَان، أحد الْأَئِمَّة، لَهُ التصانيف الحسان فِي كل فن من الْعُلُوم.
قَالَ الْخَطِيب وَابْن خيرون: توفّي بِبَغْدَاد يَوْم الثُّلَاثَاء سلخ شهر ربيع الأول، وَدفن بِبَاب حَرْب يَوْم الْأَرْبَعَاء مستهل شهر ربيع الآخر سنة خمسين وَأَرْبع مئة.
وَحكى ابْن خيرون أَنه كَانَ بَين وَفَاته ووفاة القَاضِي أبي الطّيب أحد عشر يَوْمًا، وَتُوفِّي عَن سِتّ وَثَمَانِينَ سنة، لِأَن مولده سنة أَربع وَسِتِّينَ وَثَلَاث مئة، وَحضر جنَازَته من حضر أَبَا الطّيب من الْعلمَاء وأرباب الدولة.
وَحكى أَبُو سعد السَّمْعَانِيّ أَن آخر من روى عَنهُ أَبُو الْعِزّ ابْن كادش،