آتٍ فِي مَنَامِي فَقَالَ: يَا مُحَمَّد بن إِدْرِيس! قل: اللَّهُمَّ إِنِّي لَا أملك لنَفْسي ضرا وَلَا نفعا، وَلَا موتا وَلَا حَيَاة وَلَا نشورا، وَلَا أَسْتَطِيع أَن آخذ إِلَّا مَا أَعْطَيْتنِي، وَلَا أتقي إِلَّا مَا وقيتني، اللَّهُمَّ فوفقني لما تحب وترضى من القَوْل وَالْعَمَل فِي عَافِيَة، فَلَمَّا أَن أَصبَحت أعدت ذَلِك، فَلَمَّا ترحل النَّهَار أَعْطَانِي الله طلبتي، وَسَهل لي الْخَلَاص مِمَّا كنت فِيهِ، فَعَلَيْكُم بِهَذِهِ الدَّعْوَات فَلَا تغفلوا عَنْهَا.
وَبِه: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن النقاش، حَدثنَا أَبُو نعيم عبد الْملك بن مُحَمَّد، حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان قَالَ: نَاظر رجل الشَّافِعِي فِي مَسْأَلَة فدقق، وَالشَّافِعِيّ ثَابت يُجيب ويصيب، فَعدل الرجل إِلَى الْكَلَام فِي مناظرته، فَقَالَ لَهُ الشَّافِعِي: هَذَا غير مَا نَحن فِيهِ، هَذَا كَلَام، لست أَقُول بالْكلَام، وَاحِدَة، وَأُخْرَى لَيست الْمَسْأَلَة مُتَعَلقَة بِهِ، ثمَّ أنشأ الشَّافِعِي رَضِي الله عَنهُ يَقُول:
(مَتى مَا تقد بِالْبَاطِلِ الْحق يأبه ... وَإِن قدت بِالْحَقِّ الرواسِي تنقد)
(إِذا مَا أتيت الْأَمر من غير بَابه ... ضللت وَإِن تقصد إِلَى الْبَاب تهتد)
فَدَنَا مِنْهُ الرجل وَقبل يَده.
وَبِه: حَدثنَا مُحَمَّد بن الْحسن الْمُقْرِئ، حَدثنَا أَبُو نعيم، حَدثنَا الرّبيع بن سُلَيْمَان، قَالَ: قَالَ الشَّافِعِي: رَأس التوقي ترك الإفراط فِي التوقي.
قَالَ النقاش: صدق الشَّافِعِي، لِأَن الإفراط هُوَ مُجَاوزَة الْحق فِي مِقْدَار الْمصلحَة، وَالله أعلم.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute