للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى الْعرَاق بسنين، فَإِنَّهُ نَاظر فِي مجْلِس الْوَزير أبي الْفضل البلعمي سنة تسع عشرَة وَثَلَاث مئة، وَهُوَ إِذْ ذَاك يقدم فِي الْمجْلس، ويستعظم البلعمي كَلَامه، ثمَّ خرج إِلَى الْعرَاق سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَثَلَاث مئة، وَهُوَ أوحد بَين أَصْحَابه، ثمَّ دخل الْبَصْرَة ودرس بهَا سِنِين، ثمَّ استدعي إِلَى أَصْبَهَان ونزلها سِنِين، فَلَمَّا نعي إِلَيْهِ عَمه أَبُو الطّيب علم أَن أهل أَصْبَهَان، لَا يخلونه ينْصَرف، فَخرج مِنْهَا مختفيا مِنْهُم، وَورد نيسابور فِي رَجَب سنة سبع وَثَلَاثِينَ وَثَلَاث مئة، وَهُوَ على الرُّجُوع إِلَى أَهله وَولده ومستقره من أَصْبَهَان، وَلما وردهَا جلس لمأتم عَمه أَيَّامًا ثَلَاثَة، فَكَانَ الشَّيْخ أَبُو بكر ابْن إِسْحَاق على قلَّة حركته وقعوده عَن قَضَاء الْحُقُوق يحضرهُ كل يَوْم، فيقعد مَعَه، وَكَذَلِكَ كل رَئِيس ومرؤوس وقاض ومفت من الْفَرِيقَيْنِ، فَلَمَّا انْقَضتْ أَيَّام العزاء عقدوا لَهُ الْمجْلس غَدَاة يَوْم للتدريس، وَبَين العشاءين للإلقاء، وَعَشِيَّة الْأَرْبَعَاء للنَّظَر، واستقرت بِهِ الدَّار، وَلم يبْق فِي الْبَلَد مُوَافق وَلَا مُخَالف إِلَّا وَهُوَ مقرّ لَهُ بِالْفَضْلِ والتقدم.

وحضره الْمَشَايِخ مرّة بعد أُخْرَى يسألونه نقل من خلف وَرَاءه بأصبهان،

<<  <  ج: ص:  >  >>