للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

[٨ - [حضانته صلى الله عليه وسلم]]

وحضنته أمّ أيمن: بركة الحبشية، وكان ورثها من أبيه، وبعد مدة أعتقها، وزوّجها زيد بن حارثة مولاه (١).

[٩ - [كفالته صلى الله عليه وسلم]]

وكفله جدّه عبد المطّلب، ومات عند بلوغه ثمان سنين (٢)،


= من لبن، فشرب حتى روي، وشرب معه أخوه حتى روي، ثم ناما، وما كنا ننام معه قبل ذلك، وقام زوجي إلى شارفنا تلك، فإذا إنها لحافل، فحلب منها ما شرب، وشربت معه حتى انتهينا ريّا وشبعا، فبتنا بخير ليلة. قالت: يقول صاحبي حين أصبحنا: تعلمي، والله يا حليمة! لقد أخذت نسمة مباركة. وقال الذهبي في «السيرة» (٤٥): «وأخذته صلى الله عليه وسلم معها إلى أرضها، فأقام معها في بني سعد نحو أربع سنين، ثم ردته إلى أمه». قلت: وحدث له صلى الله عليه وسلم، وهو عند حليمة السعدية حادثة شق صدره الشريف؛ فقد أخرج مسلم من حديث أنس-رضي الله عنه-: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان؛ فأخذه فصرعه، فشق عن قلبه، فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه، ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه-يعني: ظئره-، فقالوا: إن محمدا قد قتل؛ فاستقبلوه، وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره». وقد شقّ صدره الشريف مرة ثانية قبل أن يسرى به صلى الله عليه وسلم.
(١) فولدت له أسامة-رضي الله عنهم أجمعين-.
(٢) سيرة ابن هشام (١٧٨).

<<  <   >  >>