(١) وكان سببها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمرو بن أمية: «لقد قتلت قتيلين لأدينّهما»، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني النضير ليعينوه في ديتهما؛ لما بينه وبينهم من الحلف، فقالوا: نعم، وجلس هو وأبو بكر وعمر وعلي وطائفة من أصحابه، فاجتمع اليهود، وتشاوروا، وقالوا: من رجل يلقي على محمد هذه الرحى، فيقتله؟ فانبعث أشقاها: عمرو بن جحاش-لعنه الله-، ونزل جبريل من عند رب العالمين على رسوله يعلمه بما هموا به، فنهض رسول الله من وقته راجعا إلى المدينة، ثم تجهز، وخرج بنفسه لحربهم، فحاصرهم ست ليال، واستعمل على المدينة: ابن أم مكتوم، وذلك في ربيع الأول، فقذف الله تعالى في قلوبهم الرعب، فأخزاهم، وهزمهم، فنزلوا على أن لهم ما حملت إبلهم غير السلاح، ويرحلون من ديارهم. انظر: «سيرة ابن هشام» (١٩٩/ ٣)، و «تاريخ الطبري» (٨٣/ ٢ - ٨٥)، و «الطبقات الكبرى» (٥٧/ ٢). (٢) أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة بعد غزوة بني النضير شهر ربيع الآخر، وبعض جمادى، ثم غزا نجدا يريد بني محارب، وبني ثعلبة من غطفان، واستعمل على المدينة أبا ذر الغفاري، ويقال: عثمان بن عفان، حتى نزل نخلا، -